سورة النازعات - تفسير تفسير الألوسي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النازعات)


        


{يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35)}
{يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإنسان مَا سعى} بدل كل أو بعض من {إذا جاءت} [النازعات: 31] على ما قلي وقيل بدل من الطامة الكبرى فيكون مرفوع المحل وفتح لإضافته إلى الفعل على رأي الكوفيين وتكون الطامة حقيقة التذكر والبروز لأن حسن العمل يغلب كل لذة وسواه كل مشقة وكذا بروز الجحيم مع الابتلاء به يغلب كل مشقة ومع النجاة عنه كل لذة ولا يخفى تعسفه وقيل ظرف لجاءت وعليه الطبرسي واستظهر أنه منصوب باعني تفسيرًا للطامة الكبرى وما موصولة وسعى عنى عمل والعائد مقدر أي له والمراد يوم يتذكر كل أحد ما عمله من خير أو شر بأن يشاهده مدونًا في صحيفته وقد كان نسبه من فرط الغفلة أو طول الأمد أو شدة ما لقي أو كثرته التي تعجز الحافظ عن الضبط لقوله تعالى: {أحصاه الله ونسوه} [المجادلة: 6] ويمكن أن يكون تذكره بوجه آخر وجوز أن تكون ما مصدرية أي يتذكر فيه سعيه.


{وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36)}
{وَبُرّزَتِ الجحيم} عطف على {جاءت} وقيل على {يتذكر} وقيل حال من الإنسان بتقدير قد أو بدونه والموصول بعد مغن عن العائد وكلا القولين على ما في الإرشاد على تقدير الجواب يتذكر الإنسان ونحوه وسيأتي إن شاء الله تعالى فلا تغفل ومعنى برزت أظهرت إظهارًا بينًا لا يخفى على أحد {لِمَن يرى} كائنًا من كان يروى أنه يكشف عنها فتتلظى فيراها كل ذي بصر وخص بعض من بالكافر وليس بشيء وقرأت عائشة وزيد بن علي عكرمة ومالك بن دينار وبرزت مبنيًا للفاعل مخففًا لمن ترى بالتاء الفوقية على أن فيه ضمير جهنم كما في قوله تعالى: {إِذَا رَأَتْهُمْ مّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} [الفرقان: 12] وإسناد الرؤية لها مجازًا وهو حقيقة على أن يخلق الله تعالى ذلك فيها ويجوز أن تكون خطابًا لسيد المخاطبين صلى الله عليه وسلم أو لكل راء كقوله تعالى: {وَلَوْ تَرَىإذ المجرمون} [السجدة: 12] أي لمن تراه من الكفار وقرأ أبو نهيك وأبو السماء وهرون عن أبي عمرو وبرزت مبنيًا للمفعول مخففًا وقوله تعالى:


{فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37)}
{فَأَمَّا مَن طغى} إلخ جواب {إذا} على أنها شرطية لا ظرفية كما جوز على طريقة قوله تعالى: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مّنّى هُدِىَ} [البقرة: 38] الآية وقولك إذا جاءك بنو تميم فاما العاصي فاهنه وأما الطائع فاكرمه واختاره أبو حيان وقيل جوابها محذوف كأنه قيل فإذا جاءت وقع ما لا يدخل تحت الوصف وقوله سبحانه: {فَأَمَّا} إلخ تفصيل لذلك المحذوف وفي جعله جوابًا غموض وهو وجه وجيه بيد أنه لا غموض في ذاك بعد تحقق استقامة أن يقال فإذا جاءت فإن الطاغي الجحيم مأواه وغيره في الجنة مثواه وزيادة أما لم تفد إلا زيادة المبالغة وتحقيق الترتيب والثبوت على كل تقدير وقيل هو محذوف لدلالة ما قبل والتقدير ظهرت الأعمال ونشرت الصحف أو يتذكر الإنسان ما سعى أو لدلالة ما بعد والتقدير انقسم الراؤن قسمين وليس بذاك أي فأما من عتا وتمرد عن الطاعة وجاوز الحد في العصيان حتى كفر.

7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14